مقالات الشايجي

المقالة الأولى

إسرائيل واختراق العلاقات العربية الاقليمية - بقلم عبد الرزاق الشايحي - 5/5/2003

مقالة الشايجي

مسروقة من

تهدف اسرائيل من جراء احتلال امريكا للعراق الى اختراق العلاقات الاقليمية في الخليج في ظل حماية ورعاية امريكية لهذا الاختراق، مستغلة مجمل التداعيات التي أحدثتها حرب الخليج الثانية عام (1991) على النظام الاقليمي الخليجي الذي لم تعد يحكمه مثلث الهيمنة التقليدي بين القوى الاقليمية الكبرى الثلاث: ايران (القوة الساعية للهيمنة) والعراق (القوة المناوئة للقوة الساعية للهيمنة) والسعودية (القوة الموازنة لمعادلة الصراع الاقليمي) حيث بات هذا النظام أسير معادلة مستطيل التوتر بدخول الولايات المتحدة طرفا أساسيا ان لم يكن الطرف الاساسي في توجيه تفاعلات هذا المستطيل الذي تسيطر على تفاعلاته التوجهات الصراعية.

2- حرب الخليج الثانية عام 1991، ومجمل التداعيات التي أحدثتها، وفي مقدمتها أن النظام الإقليمي الخليجي لم تعد تحكمه معادلة مثلث الهيمنة التقليدي بين القوى الإقليمية الكبرى الثلاث، إيران والعراق والسعودية، ولكن هذا النظام بات أسير معادلة مستطيل التوتر بدخول الولايات المتحدة طرفًا أساسيًا، إن لم يكن الطرف الأساسي، في توجيه تفاعلات هذا المستطيل الذي تسيطر عليه الطبيعة الصراعية،

 

أنظر : معارضة سياسية وحياد عسكري

حامد محمود - 5/3/2003

فقد استغلت اسرائيل حالة التمزق التي مر بها العالم العربي، فقامت في (يونيو/1981) بتدمير المفاعل النووي العراقي، واعقبت ذلك بغزو لبنان، اذ ان اجواء الانقسام العربي شجعت تل ابيب على القيام باعمال عسكرية في انحاء مختلفة معتمدة على عدم بلورة رد فعل عربي متماسك على غرار ما جرى بعد 1967 او ضمن الاستعداد لحرب اكتوبر.

واستغلت إسرائيل حالة التمزق التي مر بها العالم العربي، فقامت في يونيو 1981 بتدمير المفاعل النووي العراقي، وأعقبت ذلك بغزو لبنان، إذ إن أجواء الانقسام العربي قد شجعت تل أبيب على القيام بأعمال عسكرية في أنحاء مختلفة معتمدة على عدم تصور بلورة رد فعل عربي متماسك على غرار ما جرى بعد 1967 أو ضمن الاستعداد لحرب أكتوبر.

 

كما استثمرت غزو العراق للكويت في (اغسطس/1990) لتتخلص من القدرات العسكرية العراقية، فقد كانت اسرائيل صاحبة مصلحة في عدم تسوية الازمة سلميا وبعيدا عن الاطار العربي وقد ساعدها النظام العراقي على تحقيق ما تريد عندما رفض التجاوب مع الجهود التي بذلت لتسوية الازمة سلميا.

ومرة ثانية جاءت الفرصة لإسرائيل للتخلص من القدرات العسكرية العراقية وذلك عندما أقدم العراق على غزو الكويت في الثاني من أغسطس 1990، فقد كانت إسرائيل صاحبة مصلحة في عدم تسوية الأزمة سلميا وبعيدا عن الإطار العربي، وقد ساعدها النظام العراقي على تحقيق ما تريد عندما رفض التجاوب مع الجهود التي بذلت لتسوية الأزمة سلميا.

 

أنظر :إسرائيل واختراق العلاقات العربية الاقليمية

عبد الرزاق الشايجي - 5/5/2003

أنظر : العامل الإسرائيلي في الأزمة العراقية

عماد جاد - 21/3/2003

المقالة الثانية

الاستراتيجية إسرائيلية ولتنفيذ أمريكي والمصلحة مشتركة - بقلم عبد الرزاق الشايجي - 28/4/2003

مقالة الشايجي

مسروقة من

لذا فان اسرائيل حرصت منذ الوهلة الاولى لوقوع اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر على الزج باسم العراق محاولة الربط بين العراق وهذه الاعتداءات بأي طريقة. وفي هذا السياق حدث نوع من التلاقي الامريكي الاسرائيلي. كما ان الولايات المتحدة الامريكية سعت وعبر التأييد الذي حصلت عليه بعد اعتداءات (11) سبتمبر الى تنفيذ الاجندة الخاصة بالسياسة الخارجية الامريكية في مناطق شتى من العالم،

حرصت إسرائيل على الزج باسم العراق محاولة الربط بين العراق وهذه الاعتداءات بأي طريقة. وفي هذا السياق، حدث نوع من التلاقي الأمريكي الإسرائيلي، فالولايات المتحدة الأمريكية سعت عبر التأييد الذي حصلت عليه بعد هذه الاعتداءات إلى استغلال الموقف للانتقال من الرد على الاعتداءات إلى تنفيذ الأجندة الخاصة بالسياسة الخارجية الأمريكية في مناطق شتى من العالم.

 

وبخصوص الشرق الاوسط وفي ضوء تحديد اولويات السياسة الخارجية الامريكية في بعدي. «النفط» و«أمن اسرائيل» فقد حاولت واشنطن ـ ولا تزال ـ استغلال اعتداءات (11) سبتمبر من أجل القيام بعمل عسكري ضخم يقود الى تغيير النظام في العراق وتسليم السلطة لنظام جديد موال للغرب وللولايات المتحدة تحديدا، ودفع النظام الجديد الى الاعتراف باسرائيل وربما تبادل العلاقات الدبلوماسية معها، وهو امر يحقق البعدين الرئيسيين للسياسة الامريكية في الشرق الاوسط وهما ضمان تدفق امدادات النفط بأسعار معقولة امريكيا وضمان أمن اسرائيل.
 

وبخصوص الشرق الأوسط وفي ضوء تحديد أولويات السياسة الخارجية الأمريكية في بعدي "النفط وأمن إسرائيل"، فقد سعت واشنطن إلى استغلال اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر من أجل القيام بعمل عسكري ضخم يقود إلى تغيير النظام في العراق وتسليم السلطة لنظام جديد موال للغرب وللولايات المتحدة تحديدا، ودفع النظام الجديد إلى الاعتراف بإسرائيل وربما تبادل العلاقات الدبلوماسية معها، وهو أمر يحقق البعدين الرئيسيين للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وهما ضمان تدفق إمدادات النفط بأسعار "معقولة أمريكيا"، وضمان أمن إسرائيل.

 

ولكن الاهداف الاسرائيلية من وراء التحريض على ضرب العراق وتغيير النظام لا تتوقف عند هذه الحدود، فاسرائيل لديها مساحة خاصة بها غير متطابقة مع الاجندة الامريكية بالضرورة، ويمكن ان نلاحظ بصفة عامة بشأن العلاقات الامريكية الاسرائيلية والشرق الاوسط، ان الاجندة الامريكية تجاه الشرق الاوسط تتحدد بالاساس وفق الرؤية الاسرائيلية بشكل عام، بمعنى ان هناك حالات قد تشهد الخلاف او الاختلاف. ولكن اجمالا فإن السياسة الامريكية تتحدد تجاه الشرق الاوسط انطلاقا من اخذ المصالح الاسرائيلية بعين الاعتبار وانه في الكثير من الحالات عادة ما تتحمل الولايات المتحدة وزر «حمل او تبني الرؤية الاسرائيلية» وأيضا مساوىء وكوارث السياسة الاسرائيلية تجاه المنطقة. ويبدو واضحا ايضا ان شقا رئيسا ان لم يكن الشق الرئيس في حالة العداء العربي العام للولايات المتحدة يأتي بسبب التبني الامريكي للرؤية الاسرائيلية، بل ان كافة الاتهامات التي توجه للسياسة الامريكية باتباع معايير مزدوجة تأتي من مقارنة التصريحات والمواقف الامريكية عامة بتلك التي تعلنها وتتخذها الولايات المتحدة تجاه الصراع العربي الاسرائيلي.
 

ولكن الأهداف الإسرائيلية من وراء التحريض على ضرب العراق وتغيير النظام لا تتوقف عند هذه الحدود، فإسرائيل لديها مساحة خاصة بها غير متطابقة مع الأجندة الأمريكية بالضرورة، ويمكن أن نلاحظ بصفة عامة بشأن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية والشرق الأوسط، أن السياسة الأمريكية أو الأجندة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط تتحدد بالأساس وفق الرؤية الإسرائيلية بشكل عام، بمعنى أن هناك حالات قد تشهد الخلاف أو الاختلاف، ولكن إجمالا فإن السياسة الأمريكية تتحدد تجاه الشرق الأوسط انطلاقا من أخذ المصالح الإسرائيلية بعين الاعتبار، وأنه في الكثير من الحالات عادة ما تتحمل الولايات المتحدة وزر "تبني الرؤية الإسرائيلية" وأيضا مساوئ وكوارث السياسة الإسرائيلية تجاه المنطقة. ويبدو واضحا أيضا أن شقا رئيسيا إن لم يكن الشق الرئيسي في حالة العداء العربي العام للولايات المتحدة يأتي بسبب التبني الأمريكي للرؤية الإسرائيلية، بل إن كافة الاتهامات التي توجه للسياسة الأمريكية باتباع معايير مزدوجة تأتي من مقارنة التصريحات والمواقف الأمريكية عامة بتلك التي تعلنها وتتخذها الولايات المتحدة تجاه الصراع العربي الإسرائيلي.

 

لذا فان ضرب العراق بالنسبة لاسرائيل لا يمثل نهاية المطاف، بل بداية لعمل واسع النطاق يضمن استهداف الكيانات الكبيرة في العالم العربي. لذلك أبدت قيادات اسرائيلية عديدة رفضها لفكرة قبول العراق العودة غير المشروطة للمفتشين الدوليين، ورأت ان القضية باتت تتطلب جهدا امريكيا للقضاء على النظام العراقي وضمان نزع اسلحة التدمير الشامل الموجودة لديه.
 

من هنا فضرب العراق بالنسبة لإسرائيل لا يمثل نهاية المطاف ، بل بداية لعمل واسع النطاق يضمن استهداف الكيانات الكبيرة في العالم العربي، ولذلك تعمل إسرائيل على نحو حثيث من أجل عدم تفويت الفرصة، وتجتهد من أجل أن تصل الأزمة الراهنة حول العراق إلى عمل عسكري أمريكي. لذلك أبدت قيادات إسرائيلية عديدة رفضها لفكرة قبول العراق العودة غير المشروطة للمفتشين الدوليين، ورأت أن القضية باتت تتطلب جهدا أمريكيا للقضاء على النظام العراقي وضمان نزع أسلحة التدمير الشامل الموجودة لديه.

 

ومن أجل وضع الولايات المتحدة في أجواء المواجهة، فقد واصلت الحكومة الاسرائيلية قبل اندلاع الحرب استعداداتها الشكلية لمواجهة تداعيات العمل العسكري الامريكي على العراق فواصلت عمليات تطعيم المواطنين وتوزيع الأقنعة الواقية.

 ☩من هنا يبدو واضحا انه في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على تغيير النظام السياسي في العراق وتولية نظام حليف يتواءم والمصالح الامريكية في المنطقة ومن بينها أمن اسرائيل، فان للأخيرة حساباتها التي تتعدى هذا الهدف المباشر وتصل الى رؤية خريطة المنطقة ككل وهي خالية من الكيانات الكبيرة.

ومن أجل وضع الولايات المتحدة في أجواء المواجهة، واصلت الحكومة الإسرائيلية استعداداتها الشكلية لمواجهة تداعيات العمل العسكري الأمريكي على العراق، فواصلت عمليات تطعيم المواطنين وتوزيع الأقنعة الواقية…

من هنا يبدو واضحا أنه في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على استغلال أي مشكلة في علاقة العراق بالمفتشين الدوليين من أجل توجيه ضربة عسكرية للعراق وتغيير النظام السياسي وتنصيب نظام حليف يتواءم والمصالح الأمريكية في المنطقة، ومن بينها أمن إسرائيل، فإن للأخيرة حساباتها التي ليست بالضرورة في تناقض مع الحسابات الأمريكية، ولكنها تتعدى هذا الهدف المباشر وتصل إلى رؤية ترمي إلى تغيير خريطة المنطقة ككل بحيث تخلو من الكيانات الكبيرة،

أنظر : الاستراتيجية إسرائيلية ولتنفيذ أمريكي والمصلحة مشتركة

أنظر : العامل الإسرائيلي في الأزمة العراقية

عبد الرزاق الشايجي - 28/4/2003

د. عماد جاد

المقالة الثالثة

العراق في المنظور الاستراتيجي الاسرائيلي - بقلم عبد الرزاق الشايجي - 3/5/2003

مقالة الشايجي

مسروقة من

تعتبر العراق وفق المنظور الاستراتيجي الاسرائيلي ألد أعداء اسرائيل في المنطقة، وانهاكها يمثل مصلحة اسرائيلية عليا، فالعراق بنظر اسرائيل:
1 ـ
يحمل رؤية راديكالية تجاه الصراع والتسوية السياسية في الشرق الأوسط فهو الذي شكل قلب جبهة «الصمود والتصدي» التي رفضت مبادرة السادات بزيارة القدس وتصدت لمعاهدة كامب ديفيد الأولى عام 1979م.
2 ـ
والعراق قاد عملية عزل مصر عن النظام العربي.
3 ـ والعراق ينظر إلى الصراع مع إ
سرائيل إلى انه «صراع وجود» لا «صراع حدود» ومن ثم فالحل يكون عبر السلاح وليس على مائدة المفاوضات.
 

ويجد الموقف الإسرائيلي من العراق أساسه في التقدير الإسرائيلي الذي يرى أن النظام العراقي يحمل رؤية راديكالية تجاه الصراع والتسوية السياسية في الشرق الأوسط، فالعراق شكل قلب "جبهة الصمود والتصدي" التي رفضت مبادرة السادات بزيارة القدس وتصدت لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979، كما أن العراق قاد عملية عزل مصر عن النظام العربي، والعزل هنا كان "عقابا" على الصلح والتسوية المنفردة.

وارتباطا بذلك نظرت إسرائيل باستمرار إلى النظام العراقي على أنه يقع ضمن معسكر الدول العربية التي ترى الصراع مع إسرائيل "صراع وجود"، ومن ثم فالحل يكون عبر السلاح وليس على مائدة المفاوضات.

 

4 ـ والعراق رفض مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط والذي عقد في 30 أكتوبر 1991، وافرازات هذه العملية ممثلة في اتفاق أوسلو.
 

 

وجاء الرفض العراقي لمؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط والذي عُقد في 30 أكتوبر 1991، ليضع العراق على قائمة القوى الموصوفة أمريكيا بالعداء لعملية السلام. أيضا فإن مواصلة العراق رفض إفرازات هذه العملية ممثلة في اتفاق أوسلو،

5 ـ والعراق حرص طوال مرحلة التفاوض العربي الاسرائيلي، على تأكيد موقفه المعارض لهذه العملية، وتجلى الموقف العراقي من عملية التسوية السياسية التي تنفرد واشنطن برعايتها وهندستها، في الدعم السياسي والمالي الذي تقدمه بغداد للشعب الفلسطيني على خلفية دعم صموده بعد اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000، فقد كان العراق في طليعة الدول العربية التي بادرت بالتبرع لدعم الانتفاضة، بل وبادرت بالتبرع المالي لدعم أسر «الشهداء»، وهو ما اعتبرته واشنطن وتل أبيب دعما «للارهاب».

 

وطوال مرحلة التفاوض العربي الإٍسرائيلي، حرص العراق على تأكيد موقفه المعارض لهذه العملية، وبدأ نوع من الانفتاح على سوريا لا سيما بعد تأزم المفاوضات السورية الإسرائيلية. وتجلى الموقف العراقي من عملية التسوية السياسية التي تنفرد واشنطن برعايتها وهندستها، في الدعم السياسي والمالي الذي تقدمه بغداد للشعب الفلسطيني على خلفية دعم صموده بعد اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000. فقد كان العراق في طليعة الدول العربية التي بادرت بالتبرع لدعم الانتفاضة، بل وبادرت بالتبرع المالي لدعم أسر "الشهداء"، وهو ما اعتبرته واشنطن وتل أبيب دعما "للإرهاب".

 

وجعل الولايات المتحدة تتعامل مع العراق باعتباره احدى أبرز القوى المعارضة لعملية السلام في الشرق الأوسط، والذي تجلى بوضوح في ضم الولايات المتحدة العراق إلى ما أسمته محور الشر في العالم، وهو المسمى الذي يجمعها مع كوريا الشمالية وإيران، أي ان واشنطن تقصر محور الشر على ثلاث دول فقط.

جعل الولايات المتحدة تتعامل مع العراق باعتباره أحد أبرز القوى المعارضة لعملية السلام في الشرق الأوسط، وهو الموقع الذي تشترك فيه إيران أيضا والذي تجلى بوضوح في ضم الولايات المتحدة العراق وإيران إلى ما أسمته محور الشر في العالم، وهو المسمى الذي يجمعهما مع كوريا الشمالية فقط، أي إن واشنطن تقصر محور الشر على ثلاث دول فقط.

أنظر : العراق في المنظور الاستراتيجي الاسرائيلي

أنظر : العامل الاسرائيلي الأزمة العراقية

عبد الرزاق الشايجي - 3/5/2003

عماد جاد - 21/3/2003

المقالة الرابعة

العالم العربي بين شخصنة الدولة و "مأسسة القرار" - 4/7/2005

مقالة الشايجي

مسروقة من

عندما تأسست مؤسسة «راند» الامريكية عام 1948، كان المعلن آنذاك انها تأسست بتمويل خاص، ولا تستهدف اية انشطة ربحية، وبمضي الوقت لفتت المؤسسة اهتمامات صنّاع القرار في الولايات المتحدة، وتحولت الى مرجعية رئيسية ومهمة في وضع الاستراتيجيات والسياسات العامة للدولة، وعلى سبيل المثال تتولى راند الان الاشراف على ادارة ثلاثة مراكز ابحاث تقوم بتمويلها وزارة الدفاع الامريكية FFRDC وهي برنامج القوات الجوية ومركز ارويو الدفاعي Army Arroyo Centre ومعهد ابحاث الدفاع الوطني Research Institute (NDRI Natonal Defense، وهي مراكز تخدم بالاساس وزارة الدفاع وهيئة الاركان والوكالات الدفاعية الاخرى، وتعنى بمحاولة البحث في تبني استراتيجيات جديدة ومراجعة العقيدة الدفاعية وتطبيق تكنولوجيات جديدة وغيرها من الموضوعات التي تعنى بالدعم اللوجيستي والتدريب والقوى العاملة.

ولقد تأسست راند في العام 1948 بتمويل خاص وكمؤسسة لا تهدف للربح، والآن تقريبا نصف أبحاث راند تركز على موضوعات الأمن القومي، بينما بقية الأبحاث تركز علي موضوعات السياسة المحلية. وتتجلى العلاقة المتداخلة بين راند ووزارة الدفاع من خلال إشراف راند علي إدارة ثلاثة مراكز أبحاث تقوم بتمويلها وزارة الدفاع،

 وكل من مراكز الأبحاث التي تديرها راند لوزارة الدفاع، مثل FFRDC وهو برنامج القوات الجوية ومركز أرويو الدفاعي    Army Arroyo Centreومعهد أبحاث الدفاع الوطني National Defense Research   Institute (NDRI)، مراكز تخدم بالأساس وزارة الدفاع وهيئة الأركان والوكالات الدفاعية الأخرى، وتعني بمحاولة البحث في تبني إستراتيجيات جديدة ومراجعة العقيدة الدفاعية وتطبيق تكنولوجيات جديدة وغيرها من الموضوعات التي تعني بالدعم اللوجيستي والتدريب والقوي العاملة.

ولا ننسى في هذا السياق ان «راند» اشتركت مع القوات الجوية بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة في العديد من برامج الابحاث حول التسليح الجوي، وقامت بعض برامج الابحاث تلك بتحليل الاستراتيجية الروسية ونظم الفكر والجهاز العسكري، بل ان القوات الجوية كلفت «راند» القيام باجراء ابحاث حول الاقتصاد السوفيتي والبرامج العلمية والتكنولوجية، وقد انجزت راند عملاً متميزاً انذاك، ما دفع بوزارة الدفاع والقوات الجوية لان تطلب منها القيام بابحاث حول الصين واوروبا الشرقية واليابان وجنوب شرق اسيا والشرق الاوسط وامريكا اللاتينية واوروبا الغربية،

كما أن راند اشتركت مع القوات الجوية بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة في العديد من برامج الأبحاث حول التسليح الجوي، وقامت بعض برامج الأبحاث تلك بتحليل الإستراتيجية الروسية ونظم الفكر والجهاز العسكري. بل إن القوا ت الجوية كلفت راند القيام بإجراء أبحاث حول الاقتصاد السوفيتي والبرامج العلمية والتكنولوجية، وقد أنجزت راند عملا متميزا آنذاك، مما دفع بوازرة الدفاع والقوات الجوية لأن تتطلب منها القيام بأبحاث حول الصين وأوروبا الشرقية واليابان وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأوروبا الغربية.
 

وتقوم راند حاليا ًباجراء ابحاث مفصلة عن الموضوعات الامنية في مناطق بعينها، مثل الشرق الاوسط وجنوب شرق اسيا والخليج العربي، ليس هذا فحسب، بل ان احدى الدراسات التي قام بها نائب المدير التنفيذي لراند «مايكل ريتش» عن المؤسسة كشفت عن ان «راند» تقوم الان بعمل ابحاث لصالح حكومات عديدة لم تسمها الدراسة بالاسم، ولـ «راند» وجود مكثف في اوروبا من خلال ثلاثة مكاتب وبرامج بحثية في كل من مجالات الدفاع والسياسة الخارجية، وتكشف الدراسة ايضاً عن ان موضوع توسيع حلف الناتو، كان موضوع بحث مكثف قامت راند بدراسته بتأن قبل ان يتم الشروع في القيام به.

وتقود راند حاليا بإجراء أبحاث مفصلة عن الموضوعات الأمنية في مناطق بعينها، مثل الشرق الأوسط وجنوب شرق أسيا والخليج العربي. ليس هذا فحسب، بل إن إحدى الدراسات التي قام بها "مايكل ريتش" عن راند تكشف عن أن راند تقوم الآن بعمل أبحاث لصالح حكومات عديدة لم تسمها الدراسة بالاسم. ولراند وجود مكثف في أوربا من خلال ثلاث مكاتب وبرامج بحثية في كل من مجالات الدفاع والسياسة الخارجية. وتكشف الدراسة أيضا عن أن موضوع توسيع حلف الناتو، كان موضوع بحث مكثف قامت راند بدراسته بتأني قبل أن يتم الشروع في القيام به.

بل ا ن «مايكل ريتش» يعترف بان خبرة راند في دراسة قضايا «الارهاب» والتي تصل الى قرابة 30 عاماً، تتم الاستعانة بها من قبل صانعي القرارات وذلك من اجل تطوير منهج شامل لمواجهة الهجمات «الارهابية» وهذا التصريح يعني، ضمنيا ان بعضا من مؤسسات الفكر قد تخطت دورها من مجرد مراكز تزود صانع القرار بالمعلومات والتحليل المنهجي الى لاعب فاعل في عملية صنع القرار ذاته، بل وربما قد يصل الامر لان تكون اللاعب الاكثر تأثيراً بما لديها من النفوذ الذي يتعزز مع المعرفة والخبرة.

ويعترف نائب المدير التنفيذي لراند "مايكل ريتش" بأن خبرة راند في دراسة قضايا "الإرهاب" والتي تصل إلى قرابة 30 عاما، يتم الاستعانة بها من قبل صانعي القرارات وذلك من أجل تطوير منهج شامل لمواجهة الهجمات "الإرهابية". وهذا التصريح يعني، فيما يعنيه، أن بعضا من مؤسسات الفكر قد تخطت دورها من مجرد مراكز تزود صانع القرار بالمعلومات والتحليل المنهجي إلى لاعب فاعل في عملية صنع القرار ذاته، بل وربما قد يصل الأمر لأن تكون اللاعب الأكثر تأثيرا بما لديها من النفوذ الذي يتعزز مع المعرفة والخبرة.

 

أنظر : مراكز الفكر الأمريكي (3) راند : نموذجللتفاعل مع المؤسسة العسكرية  - بقلم اميمة عبد اللطيف - 26/6/2004

وفي دراسة مهمة قام بها «ستروب تالبوت» مدير معهد بروكينجز اشار فيها الى الطريقة التي تعمل بها مراكز الفكر في الولايات المتحدة وقدم مثالا على ذلك معهد بروكينجز، في اول الدراسة يحدد تالبوت هدف المعهد وغيره من مراكز الفكر بانها «تزود مجتمع السياسيين بالتحليل والنتائج التي يمكن ان تستخدم كنواة لتطوير سياسات جديدة او تعديلها او مراجعة للسياسات القائمة».

في دراسة مهمة قام بها "ستروب تالبوت" مدير معهد بروكينجز أشار فيها إلى الطريقة التي تعمل بها مراكز الفكر في الولايات المتحدة وقدم مثالا على ذلك معهد بروكينجز. في أول الدراسة يحدد تالبوت هدف المعهد وغيره من مراكز الفكر الأخرى بأنها "تزود مجتمع السياسيين بالتحليل والنتائج التي يمكن أن تستخدم كنواة لتطوير سياسات جديدة أو تعديلها أو مراجعة للسياسات القائمة".

ويوضح «تالبوت» كيف ان دور مراكز الفكر قد صار مركزياً وهاماً لانها اصبحت المصدر الرئيس للمعلومات والخبرات لصانعي السياسات بل والصحفيين ايضاً، ذلك ان تقاريرهم وتحليلاتهم يتم الاعتماد عليها بشكل اساسي لارشاد اعضاء الكونجرس في رسم السياسات التشريعية وللصحفيين في كتابة تقاريرهم.

ويوضح تالبوت كيف أن دور مراكز الفكر قد صار مركزيا وهاما لأنها أصبحت المصدر الرئيس للمعلومات والخبرات لصانعي السياسات بل والصحفيين أيضا، ذلك أن تقاريرهم وتحليلاتهم يتم الإعتماد عليها بشكل أساسي لإرشاد أعضاء الكونجرس في رسم السياسات التشريعية وللصحفيين في كتابة تقاريرهم.

وفي بحث اجري مؤخراً بين اعضاء الكونجرس والشيوخ وايضاً بين الصحفيين الذين يقومون بتغطية اخبار الكونجرس، اعتبر حوالي 90% من الذي استطلعت آراؤهم ان مراكز الفكر «ذات نفوذ عظيم» في الحياة السياسية الامريكية الحالية، وكان احد اهم نتائج الدراسة التي اجراها «اندرو ريتش» هي وجود اكثر من 30 مركزاً بحثياً يتمتع بمصداقية كبيرة عند المهتمين بالعمل العام سواء داخل دائرة صناعة القرار او في الدوائر الاخرى التي تمارس نوعاً من الرقابة على الاداء العام.

وفي بحث أجري مؤخرا بين أعضاء الكونجرس والشيوخ وأيضا بين الصحفيين الذين يقومون بتغطية أخبار الكونجرس، اعتبر حوالي 90% من الذي استطلعت آرائهم أن مراكز الفكر "ذات نفوذ عظيم" في الحياة السياسية الأمريكية الحالية، وكان أحد أهم نتائج الدراسة التي أجراها أندرو ريتش هي أن معهد بروكينجز اعتبر أكثر المراكز مصداقية من بين ثلاثين مركزا تم اختيارهم في البحث.

خلاصة القول هنا ان التجربة الامريكية في هذا الاطار جديرة بالتأمل خاصة بالنسبة لنا في العالم العربي الذي لايزال واقعاً في اسار «شخصنة الدولة» ولم يعرف بعد مرحلة «مأسسة القرار» رغم وجود مؤسسات دستورية من المفترض انها تقوم بهذا الدور غير انها كما اثبتت التجربة «ادوار شكلانية» للتجمل والاتشاح الزائف بمفاهيم الحداثة السياسية.

أنظر : العالم العربي بين شخصنة الدولة و"ماسسة القرار"

الدكتور عبد الرزاق الشايجي - 4/7/2005

أنظر : مراكز الفكر الأمريكي (2) : سماسرة الأفكار

أميمة عبد اللطيف - 25/6/2004

ملف الشايجي

الصفحة الرئيسية