ترديد أم سرقة ؟
عبد اللطيف الدعيج
على ذمة الشخصية الفذة «بدر الكويت»، بالمناسبة انا لا اشعر بحرج عند مدح
شخصية غير معروفة لي وللناس. على ذمة بدر الكويت فان هناك الكثير من الكتاب
المتأسلمين ممن يسطون على ابداع الغير او ينسبون جهود الاخرين لهم. بدر
الكويت عدّد اربعة اسماء، واثبت بالمقارنة الدقيقة سرقة هؤلاء الاربعة ولأكثر
من مرة مقالات الاخرين، على ذمته ايضا فان هناك الكثير. لست هنا بهدف النيل
من هؤلاء الكتاب او العزف على آلامهم او التكسب من زلاتهم بقدر ما احاول ان
اجد سببا عن سر وجود هذه الظاهرة - حتى الان - بين الكتّاب المتدينين، وعن
اسباب تشاركهم في السطوة على جهود الغير.
انني احاول الاجابة عن سؤال: لماذا يجنح الكتاب المتدينون الى سرقة مقالات
الغير وتجييرها لصالحهم؟ انا لا اعتقد ان هناك سرقة، وان وجدت فهي سرقة غير
مقصودة او متعمدة. في رأيي فان الفكر - ان وجد فكر- الذي نشأ وترعرع عليه
هؤلاء الكتاب هو فكر ترديد وفكر تكرار وفكر نسخ وفكرحفظ وتلقين. ليس هناك
إبداع، فالابداع حرام، وليس هناك تجديد فباب الاجتهاد اغلق، وليس هناك جديد
فالسلف كفوا ووفوا.. وما على المتدين في هذا العصر وكل عصر الا النقل
والاتباع، وهذا ما يفعله تماما كتاب التدين.
من الصعب على من نشأ يتحدث بلغة غيره، ويردد فكر غيره، ويخضع في سلوكه لتأثير
وتوجيه واحيانا فتاوى الغير، من الصعب عليه ان يعزل نفسه عن هذا الغير، او
ينسلخ عنه. لهذا فان «الغير» لا وجود له في الواقع حيث يتضاءل لصالح المجموع
او الملة.
وتنشأ قناعة بالنحن بدلا من الانا والفرقة بدلا من الفرد، لهذا فانه عندما
ينسب الطبطبائي او احد افراد سكرتاريته لنفسه ما كتبه فهمي هويدي، فهو عمليا
ينقل ويردد الحديث ذاته والطرح ذاته الذي اختزنه هو وغيره منذ مئات السنين.
لنكن واقعيين.. انا لو كتبت عن ضرورة اصلاح المجتمع وضرورة غرس السلوك الحميد
والاخلاق الكريمة بين الناس، فإن مجمل كلماتي ستكون ترديدا دقيقا لما سبق ان
كتبه هذا الكاتب او ذاك.اذا لماذا اكلف نفسي واشير اليه كمصدر!.. خصوصا وانا
على قناعة بانه ليس المصدرالاول او الاساسي، فهو بدوره تلقاه من معلمه او
شيخه!
|